غريب عسقلاني
المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 25/06/2008
| موضوع: صبين الشهبندر - حكاية الأربعاء سبتمبر 17, 2008 8:40 am | |
| غريب عسقلاني - حكايات العسقلاني صبيان الشهبندر أتت الرياح على غير ما توقع الناس, ورست على الشاطئ مراكب تجار قدموا ببضائع جديدة, امتلك تجار المراكب السوق, وعرضوا الغريب العجيب مما جلبوا, وبخبرتهم بالأسواق البعيدة سحبوا أقدام وعيون الزبائن, وازدحمت حوانيتهم بالمتفرجين والمشترين ومروجي الدعاية..راجت بضائعهم وأصبح ما عداها لا يليق, ما طرد كبار التجار وزعزع مركز الشهبندر في السوق. اعتصم الشهبندر بخبرته الغنية, وأخذ يراقب ما استجد من أموال وأحوال, يتضرع إلى الله, ويطمئن صبيانه الثلاثة, "فدوام الحال من المحال" وعادات الناس سرعان ما تستقيم وتعود إلى سابق عهدها, بعد أن يكتشفوا مجافاة البضائع الجديدة لأذواقهم التي تكرست على مدى الأزمان. لكن صبيان الشهبندر كانوا في واد آخر, يحلمون بامتلاك الوقت والقفز إلى ملاعب التجارة الجديدة, فانفلتوا بخبرتهم وجرأتهم, إلا أن تجار البحر ردوهم, ورفضوا تزويدهم بالبضائع, وهزءوا منهم, واعتبروهم عيونا للشهبندر.أيقن الصبيان أن لا مستقبل لهم في السوق الجديد, تشاوروا, اختلفوا, اتفقوا, تفرقوا, وفي نهاية المطاف ذهبوا إلى البحر فوقعوا على الأصداف الفارغة التي ماتت عنها حيوانات البحر الرخوة, استحضروا خبرات الشهبندر وما تعلموه من ألاعيبه في سالف الأيام. قال أصغرهم:- أُغلف الأصداف بورق السلوفان وأعرضها آثارا غابرة على السياح ومحدثي النعمة.وقال أوسطهم:- أنقعها في الماء حتى يأسن, وأعبئ منقوعها في زجاجات بلورية, وأسوقه دواءً للعقم والفحولة.وقال أكبرهم:- أما أنا فأسحقها وأصنع منها مراهم لعلل الجلد, ولا بأس لو تداولتها نساء تجار المراكب لشد جلد الوجه و.. ومع الفجر عرضوا بضائعهم على ثلاثة بسطات عند بوابة السوق, وقبل أن يشتد الزحام كان صبيان جدد يرفعون يافطة على واجهة محلات الشهبندر, تعلن عن إفتتاح سوبر ماركت الشهبندر, وكيل ومبي وماكدونالد ومكسيم و.. بقي الصبيان ينادون على بضائعهم يتصيدون فقراء وأغرار الزبائن, ومرت الأيام ولم يستدرجوا أي من زبائن الشهبندر,ولا من زبائن تجار المراكب. | |
|