منتدى فاطمه سعد الدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فاطمه سعد الدين


 
التسجيلدخولالرئيسيةأحدث الصور

 

 شجرة السدر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمه سعد الدين
الادارة
الادارة
avatar


المساهمات : 223
تاريخ التسجيل : 30/12/2007

شجرة السدر Empty
مُساهمةموضوع: شجرة السدر   شجرة السدر I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 15, 2008 3:25 am

شجرة السدر

صمت غريب كان يلفني...في كل مرة أتأمل فيها شجرة السدر الكبيرة في فناء حديقة منزلي وهي تتدلى بفروعها من خارج سوره متدلية إلى الداخل .. أراها ساكنة في مهب الريح .. تهب كل قاصديها بعض من أوراقها يستخدمنه علاجا لكثير من الأمراض التي لاستطيع الطب له علاجا حتى هذه اللحظة.
أمسكت بأوراقها المصفرة المتناثرة في فناء الحديقة أجمعها وقد تناثر يابسا في كل اتجاه أطلب من الخادمة أن تقوم بجمعه وتنظيف الفناء وأعلم أنها تقوم يوميا بهذا العمل الشاق وهي راضية لا تكل ولا تمل ولا تشتكي أتكون عالمة بفضل هذه الشجرة ولهذا لاشتكي ؟!
لاأدري لما فكرت ذات يوم في اقتلاع جذورها والتخلص منها ومن أوراقها الصفراء التى تثيرنى بتزايدها كل لحظة في فناء المنزل.. إنتفض جسدى بشدة وأنا أتخيل مكانها خاليا وتخيل شموخها الراسخ وقد تهاوى في لحظة وأرى نظرات العتب في اعين المارة من قاصدينها .. راحت عيناي ترقبان وضع الشجرة عن بعد متأملة فسحة الفضاء الذي سيتوفر ماأن تكتمل عملية القطع واستإصال جزورها همهمت مستجيبة ندائي الخافت !!
أتعتقدين أنك ستشعرين بالراحة بعد إزالتها؟!
القلب يضخ آلاف الأسئلة عما يمكن أن يكون إحساس العقل الجاحد للعاطفة تجاه هذا الشجرة الراسخة منذ سنوات ....

شعرت بخفقان شديد وأنا أتخيل قدوم هؤلاء البشر الذين اعتادوا الأخذ من بعض من أوراقها وتلك الطيور المحلقة على أغصانها وزقزقتها التي تشجينى وأنا أستمع إليها بعد إن أحرر نافذتي من ستائرها المتعددة ..
كم سأكون مذنبة عندما أصدمهم وهم يبحثون عن معالمها وشموخها ولا يجدون لها اثر.. فما عاد في الكون لون يستحق التأمل ..أهي حرب ضد جما ل الطبيعة الذي افتقدناه بسبب زخارف الحياة الباهتة الصماء الخالية من المشاعر..
عصفت بي تخيلاتي لتلك الشجرة التي صمتت طويلا وخلتها وقد أضمرت لي حزنا عميقا بداخلها يضاهي حزني من فقدها لفتني أنفاس الماضي تكاد حالة الاختناق تزورني ثانية وانأ أرى ذلك النمل الأسود الضخم والذي يحوم حولها وكأنه في حالة انتظار لاقتلاع جذورها المسكينة ليحملوا بقايا تناثرها قوتا فوق رؤسها ..
أفزعني هذا الهاجس أنعشني حفيف أوراقها على رأسي يتمايل مع نسمات الهواء.. تبسمت أعماقي وفتر ثغري عن ابتسامة من داخلي وأنا أحرك رأسي يمنى ويسرى.. تلمست جذوعها ..ربت على أغصانها بيدي وكأنني أهدئ من روعها ..!
صمت مطبق لف المكان ... تحركت موجات الدموع بعيني مرة أخرى إلى ابتسامة رضا وقناعة وأنا أري ذلك في أعين المارة وأسمعه في زقزقات الطيور المحلقة على أغصانها .. أفزعني صوت منبه السيارة
كان السائق ينتظرني طويلا ليذهب بي إلى دوامي اليومي ..
ألقيت على شجرة السدر بنظرة فرح ولوحت لها بيدي وشعرت أنني سأكون معها أجمل صداقة ..تخيلت كل تلك التفاصيل في طريقي وانا أشعر بنثوة غريبة ورغبة في أن أعود هذه المرة سريعا إلى منزلي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شجرة السدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فاطمه سعد الدين :: القسم الخاص بالكاتبه / فاطمة سعد الدين :: القصص-
انتقل الى: