منتدى فاطمه سعد الدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فاطمه سعد الدين


 
التسجيلدخولالرئيسيةأحدث الصور

 

 قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة"

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فاطمه سعد الدين
الادارة
الادارة
avatar


المساهمات : 223
تاريخ التسجيل : 30/12/2007

قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة"   قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" I_icon_minitimeالإثنين فبراير 04, 2008 6:12 am

قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" للأديبة الفلسطينية انشراح حمدان




أن القصة التي بين يدينا هي قصة بلغة شاعرة. من تصنيف القصة وقياسها حسب مقاييس الأدب العربي فقصة "لوحة، وبزة متسخة" لانشراح حمدان تقترب من الشكل التقليدي ، ثمة بداية ووسط ونهاية، وهي قصة سردية من القصص التي تأخذ الطابع الرمزي، فالبداية والوسط فيها أخذت السرد الواقعي العادي، بينما أعطت النهاية البعد الرمزي أكثر فيها، وهذه القصة التي يمكن إيجازها في ثلاثة شخصيات رئيسية هي : صابر الخياط البسيط، والسيدة الشقراء ذات العيون الزرق، وسائقها المغلوب على أمره>لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخةلوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة..
وتتلخص القصة بوقوف سيارة في داخلها امرأة شقراء وسائقها أمام محل صابر الخياط، وتخبره بأنها تريد الدخول لمحله لانتقاء بزة لسائقها، لكن صابر يتردد في مسألة دخولها لمحله لأنه قد قطع لوالده عهداً بألا تدخل المحل امرأة، فيقوم بعرض عدد من النماذج عليها وهي في سيارتها فلا تعجبها فيفكر في عرضها على السائق باعتباره صاحب الشأن فيأتي جواب السائق مخيباً بالنسبة لصابر حين يقول له : الأمر لسيدتي، هي تفصّل وأنا ألبس. وفي النهاية تدخل المرأة للمحل وتختار البزة الرثة القديمة المعلقة على الجدار، حينها يبدأ صابر بالانكماش، ويصغر ويصغر حتى يغدو بحجم صرصار ومن ثم يقفز ويختبئ في جيب الجاكيت. فعلى الرغم من هذه النهاية التي تبدو خيالية أسطورية، إلا أنها نهاية أكثر واقعية من الخيال، فالرمزية كونها عنصر أساسي في الأدب الحداثي تعطي الحق للكاتب في أن يمتد بخياله نحو التحولات غير الممكنة، فعملية تحول صابر إلى صرصار هي أيضاً إشارة رمزية إلى ما تود الكاتبة قوله بشكل آخر مختلف.ونص انشراح حمدان هذا يثير العديد من الأسئلة ، وبخاصة أن الكاتبة أنجزت القصة في محاولة وصف واقع بين قديم وحديث مليء بالانتكاسات العربية، فجاء النص في خاتمة تفاصيله يحمل حدث الانتكاسة التي نعيشها ليكون السبب الذي أوحى لها بكتابتها في هذا الوقت بالذات، وإن كان قارئ القصة يتساءل أيضاً إن كانت ثمة علاقة بين شخوص القصة وبين الواقع بكل تفاصيله، فصابر الذي يشكل في القصة جزءاً من الواقع العربي وبين السيدة الشقراء بالعيون الزرقاء إشارة واضحة لغربتها عن الواقع العربي.لاحظنا أن انشراح تكتب عن عالم يلامسها من قريب، ولا تكتب عما تسمع، بل إنها تكتب عما عاشته ومرت به، ليس بالشكل التفصيلي فالقصة ذات بعد رمزي إنما التفاصيل التي تترجمها كونها قاصة وشاعرة إلى رمزيات أخذت النهاية فيها دور المتخيلة، وإن كان هذا العالم المتخيل ذا نصيب من الواقع ، وله حضوره.
يتكون العنوان من ثلاثة مفردات "لوحة" و "بزة" "متسخة" . إنه مكون شخصي ومكون مكاني، وهي بالتالي تتحدث عن تفاصيل رمزية في مكان ما، سرعان ما يفصح عن هذه التفاصيل جسد النص، فالمكان هو محل للخياطة والذي يرمز للوطن أو البلد، والكاتبة حين جردت قصتها من تحديد بلد معين أو دولة معينة ، أرادت أن تكتب عن أجواء عربية بشكل عام. وليشمل "صابر": أهل الدولة أو البلد ، وتشمل السيدة الشقراء : " الاستعمار" الذي يحاول الدخول إلى المنطقة العربية، بينما يجسد " السائق" الشخوص الذين يختار لهم الاستعمار زيهم ونظامهم. فالبزة إذن والتي جاء الاستعمار ليفصلها لمجموعة ما لترتديها، تمثل الواقع العربي الذي بدأ يتحول باتجاه الانقلابات المدعومة بشكل واضح من الدولة الاستعمارية الكبرى "أمريكا".

الموضوع الرئيسي في القصة هو موقف صابر ورد فعله إزاء حدث، وهو دخول المرأة الأجنبية لمحله رغم وعده الذي قطعه لوالده بعدم السماح لأي امرأة كانت بدخوله، هذا الحدث الذي تمّ رغماً عنه بسبب ضعفه في منعها من الدخول لتختار البزة العسكرية ذات الطراز القديم، مما يعني ذكاء الإشارة، وجمالية توظيف العبارة لتخدم الفكرة التي أرادت إيصالها القاصة، وهي أن هذه الشقراء التي تمثل أمريكا والتي ترفع شعارات لدخولها للمنطقة بالتغيير والديمقراطية قد كشفت زيف إدعاءاتها بالتغيير بأن اختارت الطراز القديم ذاته، أي أنها تريد استبدال شخوص فقط لا حالة، استبدال الجنرال بجنرال آخر قد أعلن لها الولاء والطاعة، ونجحت في توظيف المفردات في التعبير عن ذلك حين جاء جواب السائق على صابر :"الأمر لسيدتي، هي تفصّل وأنا ألبس". فمن خلال الرد نتعرف على موقف السائق المستسلم الخانع للإرادة الاستعمارية الجديدة
حقاً إن نهاية قصة " لوحة، وبزة متسخة" تنبئ بأن هناك تغيراً لا بد سيحدث، إلا أن الإفصاح عنه يبدو ، بوضوح، في تحول صابر وهربه ودخوله لداخل البزة . تنتهي بالعبارة التالية: " صرخ صابر صرخة مَن رأى وجه (ميدوزا) ، وراح ينكمش ويصغر ويصغر حتى غدا بحجم صرصار ثم قفز واختبأ في جيب الجاكيت " . أما لغة القصة، فيلحظ قارئ القصة نفسه أمام ثلاثة أشكال لغوية ، هي : شكل السرد وشكل الحوار وشكل لغة المونولوج الداخلي ، وقد راوحت القاصة في التنويع في الأسلوب القصصي.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هتـــون

هتـــون


المساهمات : 156
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة"   قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" I_icon_minitimeالجمعة فبراير 08, 2008 5:58 am

لــي عودة ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
butterfly

butterfly


المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة"   قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" I_icon_minitimeالجمعة فبراير 08, 2008 3:00 pm

احببت ان اسرد القصه لتكون الصورة اوضح لمن لم يقرأها


" لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة"


من خلف زجاج الواجهة بدت بعض ملابس رجالية معلقة على جدران المحل، تتوسطه منضدة خشبية متعبة مستطيلة الشكل مجردة إلا من بعض خطوط وأشكال رسمت على سطحها البني بالإضافة إلى شريط قياس ومقص ودفتر وقلم مكافحين.

على جزء من الجدار الجانبي علت لوحةٌ لصورة رجلٍ تبدو عليه أمارات الوقار والإباء محاطة بإطارٍ ذهبي اللون أرهقه تراكم الغبار.

في الركن القريب من الواجهة يجلس صابر على كرسيه الذي فقد إحدى قائمتيه الخلفيتين منكفئاً على ماكينة تئن من توالي السنين، يرتدي أسمالاً حانقة على جسمه النحيل ذي الرأس الكبير بوجه حنطي يتخلله بهاق اختبأ جزءٌ منه تحت لحية يميل لونها إلى الرمادي.

هاهو منهمك في عمله يترقب ندف القدر مستذكراً بطولات السروج الخوالي، تارة يقص خيطاً وأخرى يحبك طرفاً من قماش أو يغير الخيط طبقا للون الثوب أو يفرط خياطة لا يكنّ ولا يتثاقل وكأنه آلةً مبرمَجة.

رغم رثاثة حاله إلا أن ومضة سعادة تعلقت بأهداله استقى سناها من ربيع قلبه فحمد الله على نعمائه وراح يترنم بأهزوجة قطعها صوت بوق قريب، نظر خلال الزجاج فإذا بمركبة فارهة تقف أمام الباب، السائق تحيط بوجهه الأسمر كوفية بينما سيدة شقراء تجلس في المقعد الخلفي موجهة عينيها الزرقاوين نحوه، تشير بسبابتها أن يأتي إليها.

تسارعت خفقات قلبه وتعرق جبينه، راح يتلفّت حوله ربما غيره المقصود بالإشارة...

خرج بنصف إرادته متجهاً نحوها وبحروف مرتجفة بالكاد طاوعته قال :أمرك سيدتي، ماذا يمكنني أن أقدم لكِ؟

بنبرة آمِرة أجابته: أريد أن تخيط لسائقي بزّة، سأدخل لأختار التصميم.

وقعت كلماتها كصاعقة عرّشت على نفسه صقيعاً أشعره بجرح الكبرياء، وتذكر العهد الذي قطعه على نفسه بألا تدخل المحل سيدة، فلازالت قسمات وجه جده حاضرةً في مخيلته وهو يقول لوالده: "إذا دخلت المحلَّ سيدةٌ فإنها تشق ربيعَ الأرض بسيفها، وتسقيه من أودية الخرافة؛ فتنبت بقول الخوف في أوحال الهوان"

ماذا باستطاعته أن يفعل؟

تلمّس في شتاته أشلاء شجاعة منهكة وقال: لا تكلفي نفسك عناء الدخول سيدتي، سأحضر لكِ أحدث التصاميم وأجملها لتختاري وأنتِ مرتاحةٌ هنا.

قبل أن يعطيها فرصة الرد دخل مسرعاً وفي لمحة خرج يحمل مجموعة من البزّات الجاهزة يعرضها عليها.

أشاحت بوجهها مومئةً عدم استحسانها.

رجع ثانية وأنزل جميع البزات عن الجدار إلا واحدة تركها متعمداً لثقته أنها لن تعجبها فتصميمها قديم جداً وقماشها متسخ بمرور السنوات، عاد مسرعاً، لم تنظر إلى ما أحضر وقالت: لا يروق لي شيئ منها.

حدث نفسه : أليس هو مَن سيرتديها! لمَ لا أسأله؟

استشعر فرجاً قريباً وتوجه إلى السائق: إليكَ آخر التصاميم وأكثرها طلباً لهذا الموسم، أليست جميلة؟

طأطأ الأخير رأسه وقال: الأمر لسيدتي، هي تفصّل وأنا ألبس.

نزلت السيدة من المركبة رافعة أنفها وقالت بغطرسة: أسمعت؟ أنا صاحبة القرار هنا ولي الخيار، سأدخل المحل وأختار بنفسي ما يروق لي.

وهو يرتجف خوفاً: ولكن المحل غدا فارغاً من التصاميم سيدتي.

لم تأبه به وتقدمت باتجاه المحل

سبقها إلى الباب هلِعاً بقدمين لا تحملانه.

توسطت المحل وأشارت إلى البزة المتبقية

بوَجَل: هذه قديمة جداً ولن تعجبك سيدتي

بعنف: أنزلها

مد يداً مرتعشة إلى الجدار حيث تتكئ البزة على حمالة خشبية معلقة بمسمار أثقلته طبقة من الصدأ الأزلي، بحركة هزيلة أخذ يحررها من نتوءات الحمالة الشائكة بها، وما إن خلصها حتى نَسلت منها جماعاتٌ تشبه الصراصير هربت في كل صوب.

صاحت السيدة فرحةً: رائع، أختار هذا التصميم

جذبت الكرسي ذا الثلاث قوائم وجلست عليه مردفةً: سأبقى هنا ريثما تنتهي من صنعها.

صرخ صابر صرخة مَن رأى وجه (ميدوزا) ، وراح ينكمش ويصغر ويصغر حتى غدا بحجم صرصار ثم قفز واختبأ في جيب الجاكيت

*انشراح حمدان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
butterfly

butterfly


المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة"   قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة" I_icon_minitimeالجمعة فبراير 08, 2008 3:09 pm

كثيرة هي القصص التي نقرأها ونتعايش مع احداثها ولكن قليلا ما نفهم مغزاها

تشكري استاذتي الفاضله على هذة القراءة الرائعه




تقبلي مروري مع خالص احترامي

’’

butterfly
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة في قصة " لوحةٌ وبـزّة مـتـّسـخة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فاطمه سعد الدين :: نــبض المشاعر.. :: النقد الأدبي والمقالات-
انتقل الى: